الخميس، 1 مايو 2008

ثلاثة أثداء








أما أنا وحيد القرن ، فمازلت أطارد القصائد الخالية من الهواء، الرطبة ، الملوثة ببقع بول المحكومين بالإعدام ، وأبتسم في كل يوم مرة واحدة ، أبتسم مثل من يردد كذبة صغيرة تكاد ُتكشف، وأحلم بثدي سرّي كبير ، أدخل فيه وأنام.

ُمقلق هو الشعر الفاسد ، أليس كذلك ؟
بدل البكاء عند أقدام الوردة ،
يمكن تعليق الانسان من خصيتيه وإشعال النار تحته
وأن أبتسم ، هكذا أبتسم ، مثل قرد خبيث
حتى الكآبة ، الكآبة العزيزة على قلبي ، بحاجة الى تلوين
يقولون لقد أزهقتم روح الشعر بهذه الوسادة السوداء

مع ذلك ، أقول يا أخي ( بوقار مفتعل وبطيبة أوزة ساكنة) :
يمكن بناء رئة احتياطية بكلمتين
كأن تقول : الشمس ستشرق ...
وبكلمتين أيضا يمكن تلخيص سيرة العبث
كأن تحك كلمة شعر بكلمة موت
لكن اللغة ليست معجزة
انها جندي افتراضي يحارب في مستنقع

حين دخل القتلة الى الحانة وملأوا الكوؤس بالدم
أنا كنت أستنشق الدخان
أقصد أنني كنت أطحن كلمة بكلمة
لاأدري كيف نجوت
أحدهم إدعى أن زعيم القتلة كان اخي بالرضاعة
كنا نرضع من ثدي مسموم واحد
لكن هناك دائما لكل طفل طريقين
ولكل إله شعارين : النار الحامية والماء العذب

أما الحكمة الدينية وأختها الشعرية التي تقول إن في الموت سلاما ،
لاتكفي للنوم بسلام ...

هل سئمتم هذا المسلسل الدرامي القديم للغاية : الشعر

رموز شعرية أثرية :
ـ الطمأنينة تهرم ، بينما الخوف يجدد شبابه
ـ أنت ختم أسطواني كان الملك يستخدمه للتوقيع على أوامر الإعدام
ـ هذه الوحدة ، هذا النداء الغامض ، هذا الرمز وضحاياه ؟
ـ كلب يعوي في لوحة مائية معلقة على جدار أسود...
ـ أنا دسيسة ومنديل إمرأة في حبكة شكسبيرية
ـ لمسة فرشاة خبيثة ُتظهر ثدي مريم العذراء كطوق نجاة

وأنا على حافة الجنون أيضا ، وُمخدَّر قليلا مثل قطة تتشمس
مازلت رقيقا جدا مثل لسان الذئب
ألعق دم الطير الذي يسقط في يدي
وأدرس الفلسفة والشعر في الانفاس الكريهة للانسان

وهكذا ... أخي بالرضاعة ...
مثل أصباغ الهنود الحمر
لنرسم المزيد من البثور والندب على جلودنا الحربية
الكلمة ملثمة ، تبحث عن شئ ما لايروق للعدالة
الكلمة تخبيء إنسانا أخرس
يسقط القناع فينسكب الرمز مثل سائل بارد أحمر

لا أطالب بشئ ، أريد طفولتي ...
حين كنا نقول : إمرأة بثلاثة أثداء ،
إثنان حليب وواحد يصب الشاي
وكان الاطفال المهذبون للغاية ،
يفرون من صورة إمهاتهم المخترعة
وكنت أنمو مثل غصن أعوج...
وكانت شجرة العائلة تكافح في كل الفصول
وكنت من دون أسنان مثل حشرة سامة

أنظر ، هذه هي السماء !
ذلك الرمز المعلق بالمقلوب كغيمة
هذا الخفاش الموشوم على يد الانسان

هذه الحقيقة التي تتدلى مثل ثدي فارغ

هلسنكي ـ 2008